التربية من أهم العوامل التي تؤثر في شخصية أي طفل، كأن يكون هو الطفل الأول أو الثاني أو الطفل الأخير، أو يكون هو الطفل الذكر بين عدد من الأخوات، أو تكون الطفلة هي الأنثى الوحيدة بين عدد من الإخوة. ومن أكبر المشاكل التي تواجه الأسرة العربية أن يكون الطفل وحيد أبويه.
في الواقع فإن الطفل الوحيد ليس هو المشكلة، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في سلوك الأبوين نحو الطفل الوحيد. فالأبوان يحيطان الطفل بعناية تزيد كثيراً على العناية التي يحتاج إليها طفل في عمره، فهما يستجيبان لكل طلباته ويحققان كل رغباته مما يجعله -في الغالب- أنانياً يعرف حقوقه أكثر من معرفته لواجباته، وغير قادر على التعامل السليم مع الآخرين تعاملاً قائماً على العلاقات المتبادلة والأخذ والعطاء. ونتيجة لجو الدلال المفرط الذي يحاط به الطفل الأول ينشأ خجولاً ضعيف الثقة بنفسه وأميل إلى الاتكال على الآخرين وغير قادر على الاستقلال عن والديه.
ويصل الأمر ببعض الآباء الذين لهم طفل وحيد أنهم يصبحون غير قادرين على الابتعاد عنه أو مفارقته، مما يشكل عقبة أمام نجاحه في الحياة وأمام اكتمال نضجه النفسي والاجتماعي، وقد يستمر هذا الوضع مدى الحياة، حتى إذا أصبح الابن في سن الزواج مثلاً نجد أن الأبوين يتدخلان نيابة عنه في اختيار الزوجة، وقد يطلبان منه أن يستمر في العيش معهما، إلى غير ذلك من التصرفات التي تبرز عدم استقلالية الابن والتصاقه غير الطبيعي بوالديه. وقد نسمع على سبيل المثال، أن طالباً لم يتابع دراسته العلمية في الخارج لأن أمه لا تستطيع أن تفارقه أو لأنه لا يستطيع أن يفارق أمه أو والده.
ويكون لدى وحيد أبويه مشكلة ذاتية هي أنه يكون «مستوحداً» يفتقد أختاً أو أخاً يشاطرهما مشاعر الأخوة، فالولد الوحيد ليس واحداً يمكن أن يكون محور اهتمام ذويه، وفي هذه الحالة إما أن يصبح الوحيد رجلاً حتى قبل أن يكبر لشدة العناية به ولتحميله في وقت مبكر مسؤولية إرث عائلته واستمرارها وإما أن يشب على الدلال ليظل أسير مشاعر الحاجة إ
لى اهتمام الآخرين وحنانهم فيغدو أقل قدرة على مواجهة الحياة.
ومن الجدير بالذكر أن إحدى الدراسات الدولية أظهرت أن الطفل الذي يتربى مع إخوة وأخوات، أكثر لطفاً مع زملائه في الروضة والمدرسة، وأفضل في التعبير عن ذاته وعواطفه من الطفل الوحيد لأبويه. وبينت هذه الدراسة التي شملت أكثر من 200 ألف طفل وتحديد عدد إخوتهم، أن الأطفال الذين تربوا بين إخوة كوّنوا صداقات أكثر وحافظوا عليها بصورة أفضل، كما تعاملوا مع الناس الغرباء بشكل ألطف، وكانوا أكثر تعاوناً مع زملائهم وأفضل في التعبير عن عواطفهم بطريقة إيجابية مع الأخذ في الاعتبار مشاعر الآخرين، مقارنة مع الأطفال الوحيدين لآبائهم. ووجد الخبراء، أن الأطفال الوحيدين عانوا من ضعف المهارات الاجتماعية لأن وجود الإخوة يعزز هذه المهارات من خلال حدوث المشاحنات بينهم واكتسابهم طريقة مثالية لفض النزاعات والاشتباكات وحلها، الأمر الذي يشبه ما يحدث في المدرسة عند التعامل مع أطفال آخرين. وتعكس هذه الاكتشافات أهمية وجود إخوة سواء من الذكور أو الإناث، على نمو الطفل وتطور شخصيته، حتى بعد الأخذ في الاعتبار العوامل الأخرى المؤثرة على مهاراته الاجتماعية كالوضع الاقتصادي والاجتماعي للعائلة ونمو الأطفال في رعاية أبويهم الحقيقيين. وأشار الباحثون إلى أن التأثير الإيجابي لوجود الإخوة على الطفل قد يقل في حال وجود الكثير منهم أو في حال وجود فروقات عمرية كبيرة بينهم.
حلول التعامل مع الطفل الوحيد
أهم شيء ألا تجعلي طفلك يشعر بالوحدة القاتلة فاجعليه واتركيه يندمج مع الأهل والأصدقاء والجيران وبهذا سيكون أمامه الكثير من الفرص للاختلاط مع أطفال آخرين في عمره وتكوين علاقات صداقة تجدد له حياته. أشعريه بقلقك عليه ولكن دون التفريط في هذا فاجعلي قلقك عليه قلقاً طبيعياً غير مبالغ فيه. وأعطي له قدراً من الحرية يتحرك فيه حتى لا يشعر بضغط من شدة الخوف عليه. وتعاملي معه بليونة وعقل وأعطي له قدراً من الأمان يتيح تحدثه معك بصراحة دون حساسيات. كما يتوجب على الأهل الذين أنجبوا طفلاً واحداً أن يجدوا الطرق المناسبة ليعلموا الطفل كيفية التعبير عن أحاسيسه والسيطرة أيضاً على مشاعر الغضب والكراهية.وهكذا على الأسرة الخروج قدر الإمكان عن دائرة التدليل الزائد لأنه بذلك سيكون مستقبلهم مزعجاً وصدق
المولى عزّ وجلّ: (آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعاً) فثمة حقيقة لا يجب أن يتغاضى عنها الأبوان وهي أن المبالغة في العناية بالطفل تضر بشخصيته وبسلوكه خاصة أن العملية التربوية لا تخضع كلياً لإرادة الوالدين ورغبتهما وإنما هي عملية تتدخل فيها القيم الاجتماعية التي تسود المجتمع وتنعكس على الأسرة لتؤثر في سلوك جميع أفرادها لاسيما سلوك الأبوين، والطفل بدوره يتأثر بما يلاحظه من سلوك أبويه وسلوك باقي أفراد أسرته أكثر ما يتأثر بالأوامر والنواهي، لذا فتعامل الوالدين مع الطفل لا يجب أن يكون تعاملاً شكلياً أو فوقياً يقتصر على (افعل كذا) و(لا تفعل ذاك) وإنما يجب أن يكون سلوكهما الذي يراه الطفل ويتأثر به منسجماً مع التعليمات التي يحددانها له من واجبات كما يجب أن يتيحا له أن ينمو ذهنياً وجسدياً واجتماعياً بكيفية طبيعته بعيداً عن الضغط والإكراه والامتثال الأعمى ليصبح قادراً على الاعتماد على نفسه وعلى تحمل المسؤولية في المستقبل.
في الواقع فإن الطفل الوحيد ليس هو المشكلة، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في سلوك الأبوين نحو الطفل الوحيد. فالأبوان يحيطان الطفل بعناية تزيد كثيراً على العناية التي يحتاج إليها طفل في عمره، فهما يستجيبان لكل طلباته ويحققان كل رغباته مما يجعله -في الغالب- أنانياً يعرف حقوقه أكثر من معرفته لواجباته، وغير قادر على التعامل السليم مع الآخرين تعاملاً قائماً على العلاقات المتبادلة والأخذ والعطاء. ونتيجة لجو الدلال المفرط الذي يحاط به الطفل الأول ينشأ خجولاً ضعيف الثقة بنفسه وأميل إلى الاتكال على الآخرين وغير قادر على الاستقلال عن والديه.
ويصل الأمر ببعض الآباء الذين لهم طفل وحيد أنهم يصبحون غير قادرين على الابتعاد عنه أو مفارقته، مما يشكل عقبة أمام نجاحه في الحياة وأمام اكتمال نضجه النفسي والاجتماعي، وقد يستمر هذا الوضع مدى الحياة، حتى إذا أصبح الابن في سن الزواج مثلاً نجد أن الأبوين يتدخلان نيابة عنه في اختيار الزوجة، وقد يطلبان منه أن يستمر في العيش معهما، إلى غير ذلك من التصرفات التي تبرز عدم استقلالية الابن والتصاقه غير الطبيعي بوالديه. وقد نسمع على سبيل المثال، أن طالباً لم يتابع دراسته العلمية في الخارج لأن أمه لا تستطيع أن تفارقه أو لأنه لا يستطيع أن يفارق أمه أو والده.
ويكون لدى وحيد أبويه مشكلة ذاتية هي أنه يكون «مستوحداً» يفتقد أختاً أو أخاً يشاطرهما مشاعر الأخوة، فالولد الوحيد ليس واحداً يمكن أن يكون محور اهتمام ذويه، وفي هذه الحالة إما أن يصبح الوحيد رجلاً حتى قبل أن يكبر لشدة العناية به ولتحميله في وقت مبكر مسؤولية إرث عائلته واستمرارها وإما أن يشب على الدلال ليظل أسير مشاعر الحاجة إ
لى اهتمام الآخرين وحنانهم فيغدو أقل قدرة على مواجهة الحياة.
ومن الجدير بالذكر أن إحدى الدراسات الدولية أظهرت أن الطفل الذي يتربى مع إخوة وأخوات، أكثر لطفاً مع زملائه في الروضة والمدرسة، وأفضل في التعبير عن ذاته وعواطفه من الطفل الوحيد لأبويه. وبينت هذه الدراسة التي شملت أكثر من 200 ألف طفل وتحديد عدد إخوتهم، أن الأطفال الذين تربوا بين إخوة كوّنوا صداقات أكثر وحافظوا عليها بصورة أفضل، كما تعاملوا مع الناس الغرباء بشكل ألطف، وكانوا أكثر تعاوناً مع زملائهم وأفضل في التعبير عن عواطفهم بطريقة إيجابية مع الأخذ في الاعتبار مشاعر الآخرين، مقارنة مع الأطفال الوحيدين لآبائهم. ووجد الخبراء، أن الأطفال الوحيدين عانوا من ضعف المهارات الاجتماعية لأن وجود الإخوة يعزز هذه المهارات من خلال حدوث المشاحنات بينهم واكتسابهم طريقة مثالية لفض النزاعات والاشتباكات وحلها، الأمر الذي يشبه ما يحدث في المدرسة عند التعامل مع أطفال آخرين. وتعكس هذه الاكتشافات أهمية وجود إخوة سواء من الذكور أو الإناث، على نمو الطفل وتطور شخصيته، حتى بعد الأخذ في الاعتبار العوامل الأخرى المؤثرة على مهاراته الاجتماعية كالوضع الاقتصادي والاجتماعي للعائلة ونمو الأطفال في رعاية أبويهم الحقيقيين. وأشار الباحثون إلى أن التأثير الإيجابي لوجود الإخوة على الطفل قد يقل في حال وجود الكثير منهم أو في حال وجود فروقات عمرية كبيرة بينهم.
حلول التعامل مع الطفل الوحيد
أهم شيء ألا تجعلي طفلك يشعر بالوحدة القاتلة فاجعليه واتركيه يندمج مع الأهل والأصدقاء والجيران وبهذا سيكون أمامه الكثير من الفرص للاختلاط مع أطفال آخرين في عمره وتكوين علاقات صداقة تجدد له حياته. أشعريه بقلقك عليه ولكن دون التفريط في هذا فاجعلي قلقك عليه قلقاً طبيعياً غير مبالغ فيه. وأعطي له قدراً من الحرية يتحرك فيه حتى لا يشعر بضغط من شدة الخوف عليه. وتعاملي معه بليونة وعقل وأعطي له قدراً من الأمان يتيح تحدثه معك بصراحة دون حساسيات. كما يتوجب على الأهل الذين أنجبوا طفلاً واحداً أن يجدوا الطرق المناسبة ليعلموا الطفل كيفية التعبير عن أحاسيسه والسيطرة أيضاً على مشاعر الغضب والكراهية.وهكذا على الأسرة الخروج قدر الإمكان عن دائرة التدليل الزائد لأنه بذلك سيكون مستقبلهم مزعجاً وصدق
المولى عزّ وجلّ: (آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعاً) فثمة حقيقة لا يجب أن يتغاضى عنها الأبوان وهي أن المبالغة في العناية بالطفل تضر بشخصيته وبسلوكه خاصة أن العملية التربوية لا تخضع كلياً لإرادة الوالدين ورغبتهما وإنما هي عملية تتدخل فيها القيم الاجتماعية التي تسود المجتمع وتنعكس على الأسرة لتؤثر في سلوك جميع أفرادها لاسيما سلوك الأبوين، والطفل بدوره يتأثر بما يلاحظه من سلوك أبويه وسلوك باقي أفراد أسرته أكثر ما يتأثر بالأوامر والنواهي، لذا فتعامل الوالدين مع الطفل لا يجب أن يكون تعاملاً شكلياً أو فوقياً يقتصر على (افعل كذا) و(لا تفعل ذاك) وإنما يجب أن يكون سلوكهما الذي يراه الطفل ويتأثر به منسجماً مع التعليمات التي يحددانها له من واجبات كما يجب أن يتيحا له أن ينمو ذهنياً وجسدياً واجتماعياً بكيفية طبيعته بعيداً عن الضغط والإكراه والامتثال الأعمى ليصبح قادراً على الاعتماد على نفسه وعلى تحمل المسؤولية في المستقبل.
السبت 21 يوليو 2012 - 13:34 من طرف امير مملكه الحب
» ميدو يؤكد وصول فاكس من " بوردو " الفرنسي للزمالك
الإثنين 25 يونيو 2012 - 16:54 من طرف sleep angel
» السلام عليكم
السبت 23 يونيو 2012 - 12:51 من طرف رغد الوزان
» دور على اسمك هع هع
الجمعة 22 يونيو 2012 - 3:35 من طرف رغد الوزان
» مكتب فرص الاعمال يقدم دليل معارض الصين – كوانزو – معرض كانتون الدولي ، ابريل 2012
الأربعاء 14 مارس 2012 - 22:46 من طرف السوسن
» اجازة الربيع في دبي مع مكتب ترحال العربية
الأحد 8 يناير 2012 - 14:04 من طرف السوسن
» معهد التخصصي
الإثنين 26 ديسمبر 2011 - 22:12 من طرف ملاك تاس
» كلامي انتهي بصوتي
الأربعاء 21 ديسمبر 2011 - 16:55 من طرف !!!memo!!!
» حصريا اغنيه تامر حسني - اول يوم Master 320Kpbs
الجمعة 28 أكتوبر 2011 - 18:03 من طرف alaa.lover84@yahoo.com
» انا عضو جديد
الخميس 4 أغسطس 2011 - 3:15 من طرف اسلام كمال