من طرف 
كثير من الأطفال يشبون منطوين على أنفسهم خجولين يعتمدون اعتمادا كاملا على والديهم ويلتصقون بهم
لا يعرفون كيف يواجهون الحياة منفردين ؛ وتظهر هذه العيوب واضحة حتى يبلغ الطفل سن دخوله المدرسة ؛السن التى يجب أن يتصرف فيها مستقلا وأن يواجه الحياة خارج البيت والأشياء التى لم يتعودها
ومن المفترض عند بلوغ الطفل هذه السن أن يكون قد تهيأ لأن يكون مستقلا ومستعدا لمواجهة المواقف المختلفة
دون تهيب أو تردد أو خوف
ولكن
يحدث أن تجد الأم نفسها أمام طفل خجول ؛ خائف متردد منطوٍ ملتصق بها
يمسك بطرف ثوبها ويعجز تماما أن يتخذ موقفا إيجابيا فى حياته الجديدة
الخجل وأسبابه
الطفل الخجول فى الواقع طفل مسكين وبائس
يعانى من عدم القدرة على الأخذ والعطاء مع أقرانه فى المدرسة وفى المجتمع
وبذلك يشعر بالمقارنة مع غيره من الأطفال بالضعف
ولعل أخطر الأعراض التى تزعج اختصاصى الأمراض النفسية سواء بالنسبة للأطفال أو الشبان او الكبار هى أعراض الإنزواء وأحلام اليقظة وذلك لأن المنزوى الذى يعانى من أحلام اليقظة يعيش منطويا على نفسه يجتر وساسه وهواجسه ؛وبذلك تجده حساسا قلقا ؛ يعانى من عدم الثقة بالنفس ومن آلام الوحدة وتوقع الخطر ؛ ومن الخوف من نقد غيره له .
ومما يقلل بعض الشىْ من خطورة الخجل عند الأطفال أننا نجد أن أغلب الأطفال الخجولين غير المرضى إنما يظهر خجلهم وعدم قدرتهم على الأخذ والعطاء مع الأفراد الجدد الذين يقابلونهم فى المجتمع ؛ أو مع أقرانهم فى المدرسة
ولكن تجدهم على درجة كبيرة من النشاط والقدرة على الأخذ والعطاء مع إخوتهم أو أقاربهم فى المنزل أو الوسط العائلى
فهؤلاء فى الواقع يعانون من الخجل وليس من "الانزواء المرضى" ويمكن مساعدتهم مساعدة فعالة للتغلب على هذا الخجل
فهؤلاء فى الواقع يعانون من الخجل وليس من "الانزواء المرضى" ويمكن مساعدتهم مساعدة فعالة للتغلب على هذا الخجل
ولعل أهم أضرار الخجل
أن الطفل الخجول لا يندمج فى الحياة مع غيره بسرعة ؛ مما يتعذر عليه التعلم من تجاربها
وذلك لأنه يمتنع عن الاشتراك مع أقرانه فى مشاريعهم ونشاطهم
بل يتسم بالجمود والخمول فى وسطه المدرسى
ويتجنب الاتصال بغيره من الأقران كما لا يرتبط بصداقات مستديمة
بل ينفر من كل من يوجه إليه أى نقد
ولذلك يكون محدود الخبرات لدرجة قد يصبح معها عالة على نفسه وعالة على مجتمعه لبعده عن أقرانه وانطوائه على نفسه .
ومن أهم الأسباب التى تؤدى بالطفل إلى الانطواء والخجل والاعتماد على الآخرين وعدم القدرة على الإجابة على الأسئلة أو الإستعانة بالمدرسة على فهم الأشياء الغامضة ما يلى
:1
قسوة الأب : فالأب الذى يسلك سلوكا تسلطيا عدوانيا فى البيت مع الزوجة والأولاد يسبب مخاوف غامضة لدى الطفل مما يشعره بأن من واجبه أن يكون مستعدا للدفاع عن نفسه ضد العنف والعدوان والخشونة
لأن العراك المستمر بين الأم والأب يشعر الطفل بعدم الأمان
ويخيفه من العناصر العدوانية التى تكمن داخل طبيعته .
2
مخاوف الأم : حيث يتأثر الطفل بمخاوف الأم وقلقها الزائد عليه فتجعله يخشى أن يخوض التجارب الجديدة ؛ فالأم تحب طفلها وهو أثمن ما لديها ولذلك تشعر بأن عليها أن تحميه وأن تحول دون انطلاقه ؛ ومن الطبيعى أن تفعل كل أم ذلك ولكن الحماية الزائدة تجعلها تشعر بأن سيتعرض للأذى فى كل لحظة ؛ ومن دون قصد تملأ نفس الطفل بأن هناك مئات من الأشياء غير المرئية التى يمتلى بها العالم والتى تشكل خطرا عليه . إن مثل هذا الطفل يشعر بان المكان الوحيد الذى يشعر فيه بالاطمئنان هو إلى جوار أمه ؛ ومثل هذا الطفل يشعر بالخوف أيضا ولا يستطيع أن يعبر الطريق بمفرده أو يستمتع بالجرى أو اللعب أو السباحة فى البحر ؛ إنه يتوقع فى كل لحظة أن يصاب بأذى ... فيظل منطويا بعيدا عن محاولة فعل شى من ذلك أو ما يشبهه خوفا من إصابته بالأذى .
3- عدم الإختلاط بالأطفال الآخرين : فأحيانا يصل خوف الأم على طفلها إلى درجة تؤدى إلى منعه من الاختلاط واللعب مع الأطفال الآخرين خوفا عليه من تعلم بعض السلوك غير السوىّ أو تعلم بعض الألفاظ اللائقة ؛ فيصبح طفلا منطويا يفضل العزلة ويخشى الاندماج فى أى لعبة مع الأطفال الآخرين ؛ وينمو السلوك فى داخله إلى أن تظهر مساوئ هذا الاتجاه حين يصبح فى مرحلة يشعر فيها برغبته فى الاختلاط وعدم قدرته على تنفيذ ذلك ؛ فيصاب نتيجة لذلك بالقلق النفسى والاكتئاب وعدم الرضا عن نفسه وعن الآخرين وهكذا يبدأ الشعور بالملل والسأم من الحياة وأحيانا عدم الرغبة فيها كل ذلك يرجع إلى الانطواء الذى غرست جذوره فى الطفولة والذى يؤدى إلى عدم الثقة بالنفس والأنانية وعدم القدرة على الاعتماد على النفس ومواجهة النفس .
4
التهديد المستمر للطفل : وذلك عن طريق سماعه التهديد الموجه إليه بإسراف كلما أتى أمرا لا يرضى عنه الوالدان إذ يظنون أن التهديد يؤدى إلى النتيجة المرجوة عن طريق ما تثيره هذه الطريقة فى نفس الطفل مثل " إن فعلت كذا فلن أحبك " وما إلى ذلك من العباراتوبديهى أن الكبار لا يقصدون فى واقع الأمر شيئا من هذا الذى يرددونه على مسامع الطفل ؛ ولكن الطفل لا يعرف أنهم لا يقصدون ما يقولون ؛ ومن ثم يستجيب لهم على هذا الأساس ؛ فتكون النتيجة أن تمتلى نفس الطفل بالخوف والانزعاج والقلق وبالتالى يلجأ إلى الانطواء لإحساسه بعدم الأمان .
5- مركب النقص وخجل الطفل : يعانى بعض الأطفال من مشاعر النقص نتيجة نواقص جسمية أو عاهات بارزة وهذه تساعد على أن ينشأوا خجولين وميالين للعزلة ؛ ومن هذه النواقص والعاهات البارزة ضعف البصر ؛ وصعوبة السمع ؛ أو الثأثأة واللجلجة فى الكلام ؛ أو الشلل الجزئى ؛ أو السمنة المفرطة ؛ أو قصر القامة المفرط أو ظهور البثور فى الوجه ؛ وما إلى ذلك من الظواهر الشاذة ؛ وأحيانا يعانى الطفل من مشاعر النقص من نقص غير واقعى يتصوره فى أحد أعضاء جسمه ولا يراه غيره ولا يجدى فى إقناعه أى دليل أو مناقشة ؛ كما قد يعانى بعض الأطفال من الخجل نتيجة مشاعر النقص الناتجة عن أسباب مادية كأن تكون ملابسه رثة لفقره ، أو لهزال جسمه الناتج عن سوء التغذية ؛ أو لقلة ما بيده من مصروف يومى ؛ أو لنقص فى أدواته المدرسية وكتبه .والشعور بالنقص شعور يعترى الفرد عندما يجد نفسه عاجزا عن أن يحل ما يعرض له من مشكلات ويصاحبه من انفعالات الخوف والقلق والتردد وعدم القدرة على اتخاذ القرار أو التصرف فى الموقف فيبدو الفرد لعدم الكفاية ضعيف الثقة بالنفس " خجولا " .
كيف نقى الطفل شعور الخجل ؟
يمكننا أن نقى أطفالنا من مشاعر الخجل والانطواء على الذات والحساسية المفرطة
إذا عنينا بتوجيه الآباء والبالغين المحيطين بالأطفال سواء فى الأسر أو المدارس
وذلك بالحرص على تشجيع كل طفل على الثقة فى نفسه وعلى التعرف على على النواحى التى يمتاز فيها عن غيره حتى تشغله هذه النواحى عن التفكير فى نواح قد يكون فيها ضعيفا
فكل طفل وكل إنسان مهما كانت استعداداته محدودة يملك ناحية أو أكثر يمكن إبرازها والفخر بها
كما يجب على الآباء والأمهات والمدرسات والمدرسين عدم مقارنة الأطفال بمن هم أكثر حظاً منهم سواء فى الاستعدادا الذهنى أو الجسمى أو من حيث الوسامة أو القدرات والاستعدادات الاجتماعية لأن مثل هذه المقارنات تضعف ثقة الطفل بنفسه وتؤدى به إلى الخجل .
بل يتحتم على الآباء والمربين أن يوفروا لأبنائهم قدراً معقولاً من العطف والرعاية والمحبة وذلك بعدم نقدهم أو تعريضهم للمهانة أو الهوان وبخاصة أمام أقرانهم أو غيرهم ذلك لأن النقد الشديد والإفراط فى التوجيه يشعر الطفل بأنه غير مرغوب فيه ويقعده عن القيام بالكثير من الأعمال التى لو قام بها لضاعفت من قدرته وأكسبته ثقة فى نفسه وشعوراً بالتقدير لذاته ، وحمته من الوقوع فريسة لمشاعر الخجل .
ولا يقل دور المعلمين أهمية عن دور الآباء ، فيجب أن يقوم المعلم ببث الثقة فى نفوس التلاميذ ومعاملتهم بالمساواة دون تحيز ، مع مساعدة الضعيف منهم وتشجيعه والنزول إلى مستواه لتحقيق التحصيل المطلوب.
يتبع:
عدل سابقا من قبل ملك الدلوعة في الأربعاء 17 يونيو 2009 - 11:13 عدل 1 مرات
كيف نعالج الطفل الخجول ؟
:
ينبغى توفير الجو الهادىء للأطفال فى البيت وألا نعرضهم للمواقف التى تؤثر فى نفوسهم وتشعرهم بالقلق والخوف وعدم الاطمئنان 
» ميدو يؤكد وصول فاكس من " بوردو " الفرنسي للزمالك
» السلام عليكم
» دور على اسمك هع هع
» مكتب فرص الاعمال يقدم دليل معارض الصين – كوانزو – معرض كانتون الدولي ، ابريل 2012
» اجازة الربيع في دبي مع مكتب ترحال العربية
» معهد التخصصي
» كلامي انتهي بصوتي
» حصريا اغنيه تامر حسني - اول يوم Master 320Kpbs
» انا عضو جديد